في ظل تزايد الاهتمام بقضايا المرأة وحقوقها، جاء لقاء النادي النسوي النسيم بشراكة مع النادي النسوي بنسودة فرصة هامة للتطرق إلى موضوع بالغ الأهمية، وهو موقف الإسلام من ظاهرة العنف ضد المرأة. استضاف النادي الأستاذة فوزية القاسمي، مرشدة دينية بالمجلس العلمي بفاس، التي قدمت محاضرة شاملة تسلط الضوء على وضعية المرأة عبر التاريخ، وكيف جاء الإسلام ليكرمها ويؤكد على حقوقها ويضع تشريعات تحميها من العنف وتحافظ على كرامتها.
المرأة في المجتمعات القديمة: واقع مرير قبل الإسلام
تطرقت المحاضرة إلى وضعية المرأة في العصور القديمة، حيث كانت تعاني من الإهمال والتمييز، وغالبًا ما كانت تُعتبر ملكية خاصة للرجل، بلا حقوق قانونية أو اجتماعية تذكر. أشار الحديث إلى ما تعرضت له النساء من ممارسات قاسية، مثل الحرمان من الميراث، وقلة الحرية في اختيار الشريك، بالإضافة إلى التعرض للعنف بأشكاله المتعددة دون حماية أو عقاب. في هذا السياق، شكل ظهور الإسلام نقطة تحول جوهرية في وضع المرأة.
تكريم الإسلام للمرأة وإقرار حقوقها
تستعرض الأستاذة فوزية القاسمي كيف جاء الإسلام ليمنح المرأة حقوقًا غير مسبوقة في ذلك الزمن، مؤكدًا على كرامتها ومكانتها. إذ نصت الشريعة الإسلامية على حق المرأة في الميراث، وحرية اختيار الزوج، والحفاظ على كرامتها وحقوقها في الأسرة والمجتمع. كما بيّنت أن الإسلام وضع حدودًا واضحة لمنع الظلم الذي قد تتعرض له المرأة، معززًا بذلك مبدأ العدل والرحمة.
التشريعات الإسلامية لحماية المرأة من العنف
ركزت المحاضرة على مجموعة من التشريعات والنصوص القرآنية التي تهدف إلى حماية المرأة من كافة أشكال العنف الجسدي والنفسي والاجتماعي. أكدت الأستاذة القاسمي أن العنف ضد المرأة محرّم شرعًا، وأن الإسلام يحث على المودة والرحمة بين الزوجين، ويرفض الاعتداء بجميع أشكاله. كما ناقشت المحاضرة آليات المجتمع الإسلامي التي تضمن حفظ كرامة المرأة، مثل دور القضاء الشرعي في معالجة القضايا المرتبطة بالعنف الأسري، وضرورة تكاتف الأسرة والمجتمع في التصدي لهذه الظاهرة.
تعزيز الوعي بالقيم الإسلامية في مواجهة العنف ضد المرأة
كان اللقاء فرصة ثمينة لتعزيز الوعي بالقيم الإسلامية التي تحث على العدل والرحمة واحترام المرأة داخل الأسرة والمجتمع. سلطت الأستاذة القاسمي الضوء على أهمية تعليم وتثقيف المرأة والمجتمع حول هذه القيم، وضرورة تكاتف الجميع لمحاربة العنف وضمان بيئة آمنة تحفظ حقوق المرأة وكرامتها.
دور النوادي النسوية في نشر التوعية والتثقيف
يأتي تنظيم هذه المحاضرة في إطار الدور الحيوي الذي تلعبه النوادي النسوية في بناء وعي النساء والمجتمع حول قضاياهم وحقوقهم. وأبرز اللقاء أهمية الشراكات بين الجمعيات والمؤسسات الدينية والثقافية لتعزيز العمل المشترك في مجال مكافحة العنف ضد المرأة، وترسيخ مبادئ المساواة والاحترام بين الجنسين.
الإسلام يدعو إلى حماية المرأة وصون كرامتها
ختامًا، أكدت المحاضرة أن الإسلام كان وما يزال من أقوى الأديان التي تدعو إلى حماية المرأة وصون كرامتها، وأن التشريعات الإسلامية وضعت آليات واضحة لضمان ذلك. هذا اللقاء التوعوي يمثل خطوة مهمة نحو بناء مجتمع أكثر عدلاً وأمانًا لجميع أفراده، مع التزام مستمر بنشر قيم الرحمة والعدل واحترام حقوق الإنسان، خاصة النساء.