يشكل برنامج أكتفور كمينيتي الكنتور نموذجًا ملهمًا في تعزيز الصحة المدرسية بالمناطق المنجمية، من خلال سلسلة من القوافل الطبية التي تستهدف التلاميذ في القرى والدواوير. وفي إطار هذه الدينامية الصحية، نظمت المؤسسة قافلة طبية متخصصة لفحص وتصحيح البصر والتحسيس بأهمية الوقاية من أمراض الأسنان، لفائدة تلاميذ مدرسة أولاد البكري المركزية ومدارسها الثلاث التابعة: كبور بن أحمدة، الحاج إبراهيم، وأولاد بن عامر. هذا التدخل الصحي الشامل يعكس التزام المؤسسة وشركائها بالارتقاء بجودة الحياة المدرسية وضمان تكافؤ الفرص للأطفال المتمدرسين، خاصة في المناطق التي تعرف صعوبات في الولوج إلى الخدمات الطبية.
برنامج أكتفور كمينيتي الكنتور: دعم اجتماعي وإنساني يتجاوز التعليم التقليدي
يأتي برنامج أكتفور كمينيتي الكنتور في إطار رؤية شمولية لتعزيز التنمية المحلية بالمناطق المنجمية، واعتبار التعليم والصحة ركيزتين أساسيتين للنهوض بالأجيال الصاعدة. فالبرنامج لا يقتصر على دعم الأنشطة المدرسية فقط، بل يمنح أهمية كبرى للرعاية الصحية، إدراكًا منه للدور المحوري للصحة في التحصيل الدراسي والاندماج الاجتماعي.
من خلال هذه المبادرة، يتجدد التأكيد على أن الاستثمار في صحة الطفل هو استثمار في مستقبل المجتمع ككل.
القافلة الطبية لفحص وتصحيح البصر: تدخل وقائي وعلاجي
شهدت القافلة الطبية إقبالًا واسعًا من التلاميذ المستفيدين، حيث تم تنظيم فحوصات دقيقة للبصر اعتمادًا على معدات حديثة طبية، مع إشراف أطباء مختصين.
وأسفرت الفحوصات عن تحديد 140 حالة طبية تحتاج إلى متابعة، من بينها:
42 تلميذًا سيستفيدون من نظارات طبية مجانية تساعدهم على تحسين جودة الرؤية داخل القسم وخارجه.حالتان حصلتا على وصفات طبية خاصة لمتابعة العلاج.4 حالات تمت إحالتها إلى تتبع متخصص لدى أطباء متخصصين، لضمان العلاج المناسب في الوقت المناسب.يشكل هذا التدخل خطوة مهمة نحو الحد من مشاكل ضعف البصر في الوسط المدرسي، باعتبار أن اضطرابات الرؤية تعد من أبرز الأسباب التي تؤثر على تركيز التلاميذ ومستوى تحصيلهم الدراسي.
برنامج الوقاية من أمراض الأسنان: نشر الوعي الصحي بين التلاميذ
لم تقتصر القافلة على فحص البصر، بل شملت أيضًا جانبًا توعويًا وتحسيسيًا حول الوقاية من أمراض الأسنان، وهو عنصر محوري في الصحة العامة للأطفال.
فقد نظمت فرق القافلة جلسات تحسيسية تفاعلية لفائدة التلاميذ، تم خلالها تقديم إرشادات عملية حول:
الطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنانأهمية التفريش اليوميتجنب المأكولات التي تضر بالأسنانضرورة الفحص الدوري لدى طبيب الأسنانهذا الجانب الوقائي يساهم في ترسيخ سلوكيات صحية دائمة لدى الأطفال، مما يقلل من نسب التعرض للتسوس ومضاعفاته التي قد تعيق الحياة المدرسية والراحة اليومية.
شراكة قوية تجمع أكتفور كمينيتي ومؤسسة ألطيا والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية
تميزت هذه القافلة الطبية بكونها نتيجة شراكة استراتيجية بين:
مؤسسة أكتفور كمينيتيمؤسسة ألطياالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة باليوسفيةهذه الشراكة تعكس تكامل الأدوار بين المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والقطاع الصحي، بما يضمن تنفيذ مبادرات ذات قيمة مضافة، تستهدف الأطفال الأكثر حاجة في الوسط المدرسي.
وتمتاز هذه الشراكة بالاستمرارية، حيث تشمل عددًا كبيرًا من المدارس الابتدائية بالدواوير المنجمية ومدينة اليوسفية، مما يؤكد الأثر الواسع للبرنامج على مستوى الجهة.
أثر اجتماعي وتربوي ملموس على التلاميذ والأسر
تسهم هذه القوافل في إحداث تغيير حقيقي في حياة التلاميذ، من خلال:
تحسين قدراتهم على التعلم بفضل تصحيح اضطرابات البصرتعزيز الثقة بالنفس داخل الفصلرفع مستوى الوعي الصحي لديهمدعم الأسر التي تعاني من ضعف القدرة على تحمل تكاليف الفحص والعلاجتقليص الفوارق في الولوج إلى الخدمات الصحية بين الوسط القروي والحضريلقد أصبح لهذه المبادرة وقع إيجابي كبير لدى أولياء الأمور الذين عبروا عن ارتياحهم لاستفادة أبنائهم من خدمات طبية مجانية ذات جودة عالية.
تجربة ميدانية ناجحة تعكس رؤية مستقبلية للتنمية الصحية
تؤكد هذه المبادرة أن الاستثمار في الصحة المدرسية ليس مجرد عمل ظرفي، بل هو رؤية مستقبلية تهدف إلى بناء جيل سليم، قادر على التعلم والتطور والمساهمة في المجتمع.
وتعمل أكتفور كمينيتي الكنتور وشركاؤها على توسيع نطاق هذه القوافل مستقبلاً، لتشمل المزيد من التلاميذ والمؤسسات التعليمية، مع الحرص على رفع جودة الخدمات الطبية والتحسيسية المقدمة.
تعكس القافلة الطبية لفحص وتصحيح البصر والوقاية من أمراض الأسنان التي نظمها برنامج أكتفور كمينيتي الكنتور نموذجًا يحتذى به في تعزيز الصحة المدرسية بالمناطق المنجمية. فبفضل الجهود المشتركة بين مؤسسة ألطيا والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية، استفاد عشرات التلاميذ من خدمات علاجية وتوعوية أساسية تُسهم في تحسين جودة حياتهم وتعزيز فرصهم التعليمية.
إن مثل هذه المبادرات تبرهن على أن التنمية الحقيقية تبدأ من الاهتمام بالطفل، وأن توفير العناية الصحية داخل المحيط المدرسي هو أحد أهم مفاتيح ضمان تعليم جيد وبيئة مدرسية سليمة.

