يُعد الاجتماع التنسيقي الجهوي لقطاع الشباب بجهة فاس–مكناس محطة أساسية في مسار تعزيز الحكامة الجهوية وتطوير البرامج الموجهة للشباب. فقد جمع هذا اللقاء، الذي انعقد بحضور السيدة والسادة المديرين الإقليميين، مختلف الفاعلين المسؤولين عن تنزيل المشاريع الشبابية على المستوى الجهوي. وتم خلاله مناقشة سير البرامج المبرمجة لشهر دجنبر، إلى جانب عرض الخطوط العريضة لتصور برنامج عمل سنة 2026، في إطار توجيهات الوزارة واستراتيجيتها الرامية إلى تطوير عرض متجدد ومتكامل لفائدة الناشئة والشباب. ويأتي هذا الاجتماع في سياق دينامية جديدة يشهدها القطاع، حيث يتقاطع التخطيط، والتنسيق، وتعبئة الجهود لإنجاح المبادرات الجهوية، في أجواء إيجابية عكست روح التعاون والعمل الجماعي.

الأهمية الاستراتيجية للاجتماع التنسيقي الجهوي

يمثل هذا الاجتماع لحظة تنظيمية مهمة تتيح للمتدخلين فرصة تقييم الأداء، وتحديد مكامن القوة والتحديات داخل البرامج الشبابية. كما يعزز التنسيق بين المديريات الإقليمية، وهو شرط أساسي لنجاح أي استراتيجية جهوية.
تهدف هذه اللقاءات إلى ضبط الرؤية المشتركة بين مختلف الفاعلين، وضمان تناغم التدخلات وتنزيل البرامج وفق منهجية موحدة، مما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات المقدمة للشباب.

مناقشة برامج شهر دجنبر: تنوع وتكامل في خدمة الشباب

1. برنامج “أساس” والإدارة التربوية: دعم القدرات وتأهيل الكفاءات

يعتبر برنامج “أساس” من البرامج الرائدة التي تركز على دعم المهارات القيادية والتربوية لدى الشباب والأطر المشرفة عليهم.
وقد شكل الاجتماع مناسبة لعرض مستجدات البرنامج، وكيفية تنزيله داخل المؤسسات الشبابية على مستوى الجهة. ويهدف "أساس" إلى:

  • تعزيز مهارات الإدارة التربوية لدى العاملين بالقطاع

  • تطوير القدرات القيادية لدى الشباب

  • تحسين جودة التأطير داخل دور الشباب

  • خلق انسجام بين الأطر على مستوى التدبير والتنشيط
    كما تم التطرق إلى الإكراهات التي تعيق تنفيذ بعض الوحدات التكوينية، مع اقتراح حلول عملية لتجاوزها، ضمانًا لانسجام أكبر بين مختلف المديريات.

2. برنامج “كان يا ما” (CAN): تعزيز الإبداع واستثمار الحكاية في التربية

برنامج “كان يا ما” يُعد مبادرة مبتكرة، تعتمد على الحكايات الشعبية والقصص التربوية لتطوير مهارات التعبير والإبداع عند الأطفال واليافعين.
تم خلال الاجتماع مناقشة كيفية توسيع البرنامج ليشمل عددًا أكبر من المؤسسات، لما له من تأثير قوي في:

  • دعم الخيال والإبداع

  • مساعدة الأطفال على تطوير مهارات التواصل

  • ترسيخ القيم الإيجابية عبر فن الحكي

  • تقوية الروابط بين المؤسسات التربوية والأسر
    كما تم التأكيد على ضرورة تطوير محتويات جديدة ومواكبة للمجتمع المغربي، لضمان استمرار جاذبية البرنامج وفعاليته.

3. المهرجان الوطني لصناع المحتوى الشباب: منصة لإبراز المواهب الرقمية

يحظى المهرجان الوطني لصناع المحتوى الشباب بأهمية كبيرة داخل الجهة، حيث يُمكّن الشباب المهتمين بالمجال الرقمي من:

  • إبراز مهاراتهم في إنتاج المحتوى

  • التنافس في مجالات متعددة مثل: التصوير، المونتاج، التدوين، التقديم، وصناعة الفيديوهات

  • الاستفادة من تأطير متخصص

  • التعرف على فرص الشراكات في المجال الرقمي
    ناقش الاجتماع آخر الترتيبات والتحضيرات الخاصة بالمهرجان، خصوصًا الجوانب التنظيمية واختيار اللجان المشرفة على تقييم الأعمال. كما تمت الإشارة إلى ضرورة إدراج ورشات تدريبية موازية تمنح للشباب فرصة اكتساب مهارات جديدة قبل خوض غمار المنافسة.



4. المنتدى الجهوي للشباب: فضاء للحوار وصناعة القرار

المنتدى الجهوي للشباب يعد إحدى المحطات التفاعلية التي تمكن الشباب من مناقشة قضاياهم وتقديم مقترحات عملية لتحسين ظروف عيشهم ودورهم في المجتمع.
وقد تدارس المجتمعون محاور الدورة المقبلة للمنتدى، والتي يتوقع أن تركز على:

  • المبادرات الاقتصادية للشباب

  • التشغيل وريادة الأعمال

  • المشاركة المواطنة

  • الابتكار الاجتماعي
    تم التأكيد على أهمية إشراك جمعيات المجتمع المدني ومختلف الشركاء المؤسساتيين، لإنجاح هذه المحطة الحوارية التي تُسهم في تعزيز الطابع التشاركي داخل الجهة.

تقديم التصور الأولي لبرنامج عمل سنة 2026

خصص جزء مهم من الاجتماع لعرض الخطوط الكبرى لتصور برنامج عمل سنة 2026، وفق التوجيهات الوطنية للوزارة.
وتم التركيز على:

  • تطوير عروض دور الشباب وتجديد بنيتها التحتية

  • تعزيز الرقمنة داخل المؤسسات الشبابية

  • دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني لدى الشباب

  • تكوين الأطر في مجالات الإدارة والتأطير والتنشيط

  • توسيع نطاق الأنشطة الرياضية والترفيهية
    كما شدد المشاركون على أهمية مقاربة التخطيط المبكر، بهدف ضمان جاهزية البرامج قبل انطلاق السنة، وتسهيل عمليات التمويل والمواكبة.

روح إيجابية وتعاون جماعي داخل الجهة

تميز الاجتماع بأجواء إيجابية جسدت روح التعاون والمسؤولية المشتركة. فقد أبدى المديرون الإقليميون استعدادًا كاملًا للانخراط في تطوير القطاع، ومضاعفة الجهود لتجويد البرامج والمبادرات الموجهة للشباب.
وتُبرز هذه الروح أن الجهة تسير في مسار صحيح نحو تعزيز موقعها كمنطقة رائدة في العمل التنموي والشبابي على الصعيد الوطني.

دور التنسيق الجهوي في الارتقاء بالبرامج الشبابية

يُعتبر التنسيق ركيزة أساسية لضمان نجاح البرامج الموجهة للشباب، حيث يسمح بـ:

  • تبادل الخبرات بين المديريات

  • تجنب تكرار المبادرات

  • اعتماد منهجيات موحدة في التنشيط والتدبير

  • وضع تقييمات دقيقة للبرامج
    وبفضل هذا اللقاء، تم تعزيز الثقة بين الفاعلين الجهويين، وتحديد رؤية واضحة للعمل المستقبلي، بما ينسجم مع طموحات الشباب وتطلعاتهم.

التحديات والإمكانات المتاحة

رغم الدينامية الإيجابية، فقد تمت الإشارة إلى بعض التحديات التي تواجه تنزيل البرامج، مثل:

  • محدودية بعض الموارد اللوجستية

  • الحاجة إلى تأهيل بعض البنيات

  • ضرورة تحسين آليات التواصل مع الشباب
    ومع ذلك، عبّر المسؤولون عن تفاؤلهم وقدرتهم على تجاوز هذه الإكراهات بفضل التعاون والتنسيق والدعم الوزاري.

يؤكد الاجتماع التنسيقي الجهوي لقطاع الشباب بجهة فاس–مكناس على أهمية التخطيط المشترك والحوار المؤسساتي في تطوير العمل الشبابي. فقد شكل هذا اللقاء نقلة نوعية في مسار تجويد البرامج، وترسيخ رؤية مستقبلية واضحة تتماشى مع استراتيجية الوزارة. ومع اقتراب سنة 2026، يبدو أن الجهة تسير بخطى ثابتة نحو مرحلة جديدة من العمل التفاعلي، تستثمر الطاقات الشبابية وتفتح آفاقًا واسعة للتنمية وإبداع الحلول.


[أخبار جمعوية][horizontal][recent][5]