تشكل حصيلة 129 مشروعًا بإقليم الصويرة لفائدة الأشخاص في وضعية هشاشة خلال الفترة ما بين 2019 و2025 محطة بارزة في مسار تنزيل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وتبرز هذه المنجزات المجهودات المبذولة لتحسين جودة الخدمات الاجتماعية وتعزيز الإدماج السوسيو-اقتصادي لفئات واسعة من الأطفال، الأشخاص في وضعية إعاقة، النساء في وضعية صعبة، والمسنين، بما يعكس التزامًا متجددًا بالعدالة الاجتماعية والتنمية المجالية.

حصيلة مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالصويرة بين 2019 و2025

أعلنت عمالة إقليم الصويرة، خلال حفل احتضنه مركز "تافوكت" لتأهيل وإدماج الأطفال في وضعية إعاقة، عن حصيلة غنية تؤكد التنزيل الأمثل لبرنامج "مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة".
فقد تم إنجاز 129 مشروعًا وعملية لفائدة 12 فئة اجتماعية هشة، وبغلاف مالي تجاوز 52,7 مليون درهم، في إطار مقاربة تشاركية اعتمدت تعزيز البنيات الاجتماعية وتحسين خدمات الرعاية والدعم.

هذه المشاريع تتوزع بين دعم مراكز الاستقبال، التأهيل، التكوين، التسيير، النقل الاجتماعي، والمواكبة النفسية والاجتماعية، مما يعكس دينامية تنموية شاملة.

16 مشروعًا موجهًا لدعم الأشخاص في وضعية إعاقة

أكدت حسنية دماج، رئيسة قسم العمل الاجتماعي بعمالة الصويرة، أن المبادرة أولت اهتمامًا خاصًا لفئة الأشخاص في وضعية إعاقة، حيث جرى تخصيص 16 مشروعًا لفائدتهم، بغلاف مالي بلغ 3 ملايين درهم.

وتنوعت هذه المشاريع بين:

  • تجهيز وتحديث المراكز المتخصصة

  • دعم التسيير وتطوير الخدمات

  • تمويل وسائل النقل المكيّفة وتسهيل الولوجيات

  • تعزيز برامج التربية الدامجة والتكوين والمواكبة النفسية

ومن بين المشاريع البارزة، مساهمة المبادرة في تمويل بناء مركز "تافوكت" خلال المرحلة الثانية بمبلغ 2,75 مليون درهم، مما ساهم في إحداث بنية تربوية واجتماعية متكاملة لفائدة الأطفال.

احتفال اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة: رسالة إنسانية وتنموية

احتضن مركز "تافوكت" بالصويرة حفلًا مميزًا بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة، بحضور مسؤولين محليين وفاعلين جمعويين وممثلي القطاعات الحكومية، إضافة إلى أسر الأطفال المستفيدين.

تميز الحفل بـ:

  • تقديم الحصيلة الرسمية للمشاريع المنجزة

  • زيارات ميدانية لمرافق المركز

  • استعراض البرامج التربوية والتأهيلية

  • فقرات فنية قدمها الأطفال المستفيدون

وقد أظهر الأطفال مهارات فنية وإبداعية أكدت أهمية التمكين والدعم التربوي في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وإبراز مواهبهم.

الإطار القانوني الوطني: رافعة دستورية لضمان حقوق الأشخاص في وضعية هشاشة

خلال اللقاء، ذكّر الحبيب حجيرة، المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، بأن المغرب اعتمد إطارًا قانونيًا متقدمًا لضمان حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وعلى رأسه القانون 97-13، الذي يوفر حماية قانونية شاملة ويعزز مبادئ المساواة وعدم التمييز.

وأشار إلى أن الجهود المنجزة بإقليم الصويرة مكنت من تحسين ظروف عيش العديد من المستفيدين بشكل ملموس، بفضل التكامل بين تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التعاون الوطني، والمجتمع المدني، إضافة إلى تفعيل صندوق دعم الحماية الاجتماعية والتماسك الاجتماعي.

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: التزام مستمر وشراكات قوية

أكدت رئيسة قسم العمل الاجتماعي أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تواصل نهج مقاربة ترتكز على:

  • دعم البنيات الاجتماعية

  • تعزيز برامج الإدماج الاقتصادي

  • تمكين الفئات الهشة عبر التربية والتكوين

  • دعم المجتمع المدني لتجويد الخدمات

كما شددت على ضرورة تعزيز الشراكات مع المجالس الترابية، المصالح اللاممركزة، والجمعيات العاملة في المجال الاجتماعي.

مركز "تافوكت": نموذج رائد في العناية بالأطفال في وضعية إعاقة

يعد مركز تافوكت بالصويرة واحدًا من المشاريع النموذجية التي استفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
فهو يوفر خدمات متكاملة تشمل:

  • التربية الدامجة والتعليم المواكب

  • التأهيل الحركي واللغوي

  • الدعم النفسي والاجتماعي

  • المواكبة البيداغوجية للأسر

وفي تصريح لجمعية تسيير المركز، أكد رئيسها رضوان عماد أن التكفل الشامل يشكل شرطًا أساسيًا لضمان اندماج الأطفال وتفتح قدراتهم، مشيدًا بالدعم المتواصل للمبادرة.

شهادات مؤثرة للمستفيدين

عبّر عدد من المستفيدين عن ارتياحهم للخدمات المقدمة داخل المركز، ومن بينهم خالد أبوسوف الذي تحدث عن "سعادته بمتابعة برامج تربوية تتلاءم مع حاجياته وتوفر مواكبة شاملة".

هذه الشهادات تجسد الأثر المباشر للمشاريع الاجتماعية على حياة الأسر والأطفال، وتبرز قيمة العمل الميداني في تعزيز الاندماج وتحسين جودة الحياة.

فقرات فنية تُبرز المواهب وتنشر الأمل

اختتم الحفل بفقرات فنية قدمها الأطفال المستفيدون، حيث أبانوا عن مواهبهم في الغناء والرقص والرسم، ما يعكس أهمية البيئة التربوية الداعمة في صقل مهارات الأطفال في وضعية إعاقة وإظهار قدراتهم الإبداعية.

الصويرة… نموذج وطني في مواكبة الفئات الهشة

تحتل الصويرة اليوم مكانة متميزة كنموذج وطني في تفعيل برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بفضل:

  • رؤية اجتماعية متكاملة

  • شراكات متعددة بين الدولة والمجتمع المدني

  • مشاريع ملموسة ذات أثر مباشر

  • دينامية ميدانية فعالة

ومع استمرار البرنامج في مرحلته الثالثة، تتواصل الجهود لضمان تنمية شاملة تعطي الأولوية للإنسان، وتضمن تكافؤ الفرص لكل الفئات الهشة.


[أخبار جمعوية][horizontal][recent][5]