شهدت دار الشباب الريصاني تنظيم الحصة الأولى من سلسلة ورشات التصوير الفوتوغرافي والمونتاج، التي أشرفت عليها جمعية مبادرة شباب درعة تافيلالت - الفرع المحلي لهارون، والتي تعد من أبرز الجمعيات الشبابية النشيطة في المنطقة. تهدف هذه المبادرة إلى تمكين شباب وبنات الريصاني من اكتساب مهارات متقدمة في التصوير الرقمي والمونتاج، وتعزيز قدراتهم على التعبير الفني من خلال الوسائط البصرية الحديثة. وتأتي هذه الورشة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها الجمعية لدعم الإبداع وتطوير الطاقات الشابة بالجهة.

تواصل المؤسسات الشبابية والجمعيات المدنية في جهة درعة تافيلالت دورها الفاعل في دعم الطاقات المحلية عبر برامج تكوينية متخصصة، وتأتي هذه الورشة لتعكس هذا التوجه بوضوح من خلال توفير فضاء تعليمي عملي وشامل. فقد استطاعت جمعية مبادرة شباب درعة تافيلالت - فرع هارون إطلاق مبادرة نوعية تستهدف فئة واسعة من شباب المنطقة، بهدف تعزيز مهاراتهم العملية وتمكينهم من تقنيات احترافية في عالم صناعة الصورة.

شهد النشاط حضورًا مكثفًا من الشباب المهتمين بمجال التصوير، سواء كمبتدئين أو من ذوي الخبرة الهواياتية، حيث حرص المشرفون على خلق جو تفاعلي يساعد المشاركين على الانخراط الكامل واستثمار كل لحظة ضمن هذا المسار التكويني الواعد. هذا الاهتمام بالمشاركة الفعّالة يعكس وعي الجمعية بأهمية مواكبة تطلعات الشباب وتوفير بيئة محفزة تبرز مؤهلاتهم.

أهداف الورشة: تطوير المهارات وتعزيز الإبداع الفني

تهدف ورشة التصوير الفوتوغرافي والمونتاج إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الأساسية التي تركز على تطوير مهارات الشباب وتعزيز إبداعهم الفني. تبدأ الورشة بتعريف المشاركين بأساسيات التصوير، بدءًا من فهم الكاميرا وضبط إعداداتها، مرورًا بتقنيات الإضاءة وتكوين الصورة، وصولًا إلى كيفية سرد قصة بصرية متميزة. كما تشمل الورشة تدريبًا عمليًا على المونتاج الرقمي، الذي أصبح عنصرًا لا غنى عنه في صناعة المحتوى المرئي الحديث، ويتيح للمشاركين تعلم كيفية ترتيب اللقطات، وإضافة المؤثرات الصوتية والبصرية، وتحسين جودة الفيديو ليكون أكثر احترافية.

بالإضافة إلى الجانب التقني، تسعى الورشة إلى إلهام المشاركين لاستخدام التصوير كوسيلة تعبير فني تحمل رسائل اجتماعية وشخصية، مما يعزز الوعي بأهمية الصورة كأداة اتصال قوية في العصر الرقمي.

مستوى الورشة وجمهورها المستهدف

تم تصميم الورشة لتناسب جميع المستويات، من مبتدئين إلى هواة محترفين يرغبون في صقل مهاراتهم. اتبع المنسقون منهجية تعليمية تدريجية تبدأ بالمفاهيم النظرية التي تُشرح بطريقة مبسطة، ثم تطبيقات عملية ميدانية تسمح للمشاركين بتجربة ما تعلموه مباشرة. هذا التدرج في التعليم ساعد على استيعاب أفضل للمفاهيم وسهل مشاركة أكبر عدد من الشباب.

تستهدف الورشة شباب الريصاني وبناتها الذين يسعون إلى تطوير مهاراتهم الفنية سواء بهدف الاندماج في سوق العمل أو إطلاق مشاريعهم الخاصة في صناعة المحتوى المرئي والإعلامي.

دور جمعية مبادرة شباب درعة تافيلالت - فرع هارون في دعم الشباب

تعتبر جمعية مبادرة شباب درعة تافيلالت - فرع هارون من الجمعيات الفاعلة في مجال تنشيط الحياة الثقافية والاجتماعية بالمنطقة، حيث تركز على إطلاق برامج وأنشطة تهدف إلى تمكين الشباب من مهارات متعددة. وتشكل هذه الورشة جزءًا من خطة شاملة للجمعية لتطوير مهارات الشباب الفنية، من خلال سلسلة من التكوينات التي تغطي مختلف مجالات التعبير البصري والتقنيات الحديثة.

وأكدت الجمعية أن الورشة الأولى تمثل انطلاقة لمجموعة من الحصص التعليمية التي ستشمل مستقبلاً مواضيع متقدمة في التصوير والمونتاج، بالإضافة إلى ورشات تفاعلية في استخدام الهواتف الذكية للتصوير، وتقنيات التحرير الاحترافي، وغيرها من المهارات التي تلبي حاجيات الشباب المتزايدة.

تفاعل المشاركين وأثر الورشة

شهدت الورشة تفاعلًا ملحوظًا من المشاركين الذين أبدوا حماسًا كبيرًا لتعلم مهارات جديدة تساعدهم على التعبير عن أفكارهم ومشاريعهم بطرق مبتكرة. الكثير من الحاضرين أعربوا عن تقديرهم لهذه المبادرة التي فتحت أمامهم أبوابًا لفهم أعمق لعالم التصوير والمونتاج، وأكدوا أنها تشكل فرصة نادرة في بيئتهم المحلية.

كما ركز المشرفون على أهمية استغلال إمكانات الهواتف الذكية في إنتاج محتوى بصري متميز، مؤكدين أن الأدوات المتاحة أصبحت في متناول الجميع، وأن الفرق الحقيقي يكمن في كيفية توظيف هذه الأدوات بشكل إبداعي ومحترف.

آفاق المستقبل وفرص التطوير

تفتح هذه الورشة آفاقًا واسعة أمام المشاركين للاستمرار في تطوير مهاراتهم، سواء من خلال المشاركة في دورات متقدمة، أو استغلال ما تعلموه في مشاريعهم الشخصية أو المجتمعية. كما توفر لهم الأساسيات اللازمة للاندماج في مجالات الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني، التي تشهد نموًا متسارعًا على المستويين المحلي والعالمي.

ويرى كثير من شباب الريصاني أن هذه الورشة فرصة لاحتضان مواهبهم، خاصة وأن مثل هذه المبادرات التكوينية نادرة في مناطقهم، مما يجعلها نقطة انطلاق لتعزيز القدرات وتحقيق طموحات مهنية وفنية.



تؤكد ورشة التصوير الفوتوغرافي والمونتاج بدار الشباب الريصاني، التي تنظمها جمعية مبادرة شباب درعة تافيلالت - فرع هارون، الدور الحيوي للجمعيات الشبابية في دعم التنمية الثقافية والفنية. فهي ليست مجرد دورة تدريبية، بل مبادرة تؤسس لبيئة حاضنة للإبداع والتعلم، تعزز من فرص الشباب في بناء مستقبلهم عبر الوسائط البصرية الحديثة.

إن استمرار مثل هذه الورشات وتنويعها يضمن توفير فرص متجددة لتطوير مهارات الشباب، مما ينعكس إيجابًا على المجتمع المحلي ويعزز مكانة درعة تافيلالت كمنطقة واعدة في مجال الثقافة والفنون الرقمية.


[أخبار جمعوية][horizontal][recent][5]