شكل موضوع تأنيث الممارسة الرياضية وتطوير الرياضة المدرسية بالمغرب محور نقاش مهم خلال لقاء نظم يوم الأربعاء 3 دجنبر بمراكش، في ختام دورة تكوينية جمعت المدربين والمسيرين والحكام. وقد جاء هذا اللقاء في إطار برنامج "هافوبا" (HAVOBA)، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي وتطوير الرياضة النسائية والمدرسية في المغرب ودول إفريقية أخرى. إن التأنيث في الرياضة وتطوير البنية التحتية للرياضة المدرسية يمثلان خطوة أساسية نحو نشر ثقافة الممارسة الرياضية بين الفتيات وتشجيعهن على الانخراط في مختلف أدوار الرياضة، سواء كرياضيات، مدربات، حكام، أو مسيرات.

تأنيث الرياضة المدرسية في المغرب: رهانات وتطلعات
يأتي تسليط الضوء على تأنيث الممارسة الرياضية ضمن جهود تطوير الرياضة المدرسية، التي تعتبر حجر الأساس في بناء جيل رياضي متوازن يعكس تنوع المجتمع المغربي. وفي كلمة له خلال اللقاء، أكد عبد السلام ميلي، مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، على استراتيجية الوزارة في النهوض بالرياضة المدرسية والرياضة النسائية، التي تركز على تكوين الفتيات ودعم مشاركتهن في الرياضات الجماعية.

تطوير الرياضة المدرسية من خلال تأنيثها يعني إعطاء دفعة قوية للرياضات الجماعية، التي يمكن أن تصبح منصة لتعزيز التكافؤ بين الجنسين، وفتح المجال أمام الفتيات ليصبحن قادرات على المنافسة في ميادين متعددة، وتولي أدوار قيادية في المجال الرياضي.

برنامج "هافوبا": نموذج ناجح للتعاون الدولي في الرياضة
يعد برنامج "هافوبا" ثمرة تعاون دولي بين الجامعات الفرنسية لكرة اليد والكرة الطائرة وكرة السلة، تحت إشراف مؤسسة الرياضة الفرنسية والوكالة الفرنسية للتنمية، ويشمل ست دول إفريقية من بينها المغرب.

يركز هذا البرنامج على مواكبة الجامعات في هذه الدول لتطوير الرياضة النسائية والرياضة المدرسية، مع تكوين المدربين، الحكام، والمسيرين، وتعزيز الهيكلة الإدارية والرقمية للرياضات الجماعية.

فهد الوزاني، الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة، وصف البرنامج بالنموذج الناجح في دعم تأنيث الرياضة، مؤكداً التزام الجامعة بدعم مبادرات تأنيث الرياضة الجماعية في المغرب. من جانبه، أشار بيرتراند ليس، المدير التقني الوطني المساعد للجامعة الفرنسية للكرة الطائرة وعضو لجنة القيادة بمؤسسة "HAVOBA"، إلى أن البرنامج يهدف إلى بناء قدرات الجامعات في الدول المستفيدة، ويشمل تطوير الحكامة الرياضية وتكوين المدربين والحكام، مما يسهم في تعزيز الرياضة النسائية والمدرسية.

مساهمة النساء في الهيكلة الرياضية القارية
أكدت بشرى حجيج، رئيسة الاتحاد الإفريقي للكرة الطائرة ورئيسة الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة، أن برنامج "هافوبا" يشكل ركناً أساسياً لإعادة هيكلة الاتحادات الإفريقية، خاصة في مجالات الحكامة، التحكيم، والتسيير الإداري.

وأشارت إلى أن البرنامج يعمل على تقليص الفوارق بين الجنسين في الرياضة الإفريقية، من خلال تشجيع الفتيات المغربيات والإفريقيات على ممارسة الرياضة، ودعم النساء في الانخراط بمراكز التكوين والتدريب.

هذا النهج يعزز من قاعدة الممارسة الرياضية النسائية ويعطي دفعة قوية نحو تحقيق العدالة المجتمعية في المجال الرياضي، وهو ما ينعكس إيجاباً على تطور الرياضة المدرسية بالمغرب والقارة الإفريقية.

تجربة الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة في إطار مشروع 2026
عملت الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة على استثمار نتائج برنامج "هافوبا" عبر مشروع 2026 الذي يهدف إلى تكوين أطر رياضية على المستوى الجهوي، مع التركيز على الفئات الشابة.

حميد عبد اللاوي، مسؤول المنتخبات الوطنية، أوضح أنه استفاد من الدورة التكوينية التي نظمها البرنامج، إلى جانب أطر أخرى من المدربين، المسيرين، والحكام، ما يعزز قدراتهم ويطور مهاراتهم لخدمة الرياضة المدرسية والنسائية في المغرب.

أهداف وتطلعات برنامج "هافوبا" في تطوير الرياضة المدرسية والنسائية
يركز برنامج "هافوبا" على المساهمة في تطوير الأثر الاجتماعي للرياضات الجماعية (كرة اليد، الطائرة، والسلة) عبر ست دول إفريقية. ويتبنى البرنامج مقاربة شاملة ترتكز على تعزيز الممارسة المرخصة للرياضة، وتطوير بنيات التكوين والتدريب، وتقليص الفوارق بين الجنسين.

ويعمل البرنامج على دعم مشاركة الفتيات في الرياضة المدرسية والجامعية، وتحفيزهن على استكمال مسارهن الرياضي ضمن أدوار مختلفة، تشمل التدريب، التحكيم، والإدارة، ما يسهم في بناء مجتمع رياضي متكامل وشامل.

يشكل موضوع تأنيث الممارسة الرياضية وتطوير الرياضة المدرسية بالمغرب، ضمن برنامج "هافوبا" ورؤية متجددة، خطوة استراتيجية لتطوير الرياضة الجماعية على المستويين الوطني والإفريقي. ويساهم هذا التوجه في تعزيز دور النساء والفتيات في الرياضة، ويضع المغرب في موقع الريادة في مجال دعم الرياضة النسائية المدرسية. إن الاستثمار في هذا المجال يفتح آفاقًا واعدة لتعزيز التنمية الاجتماعية والرياضية، ويشكل نموذجًا يحتذى به على المستوى القاري والدولي.

[أخبار جمعوية][horizontal][recent][5]