في قرار بارز يعكس مكانة المغرب الإعلامية المتنامية، أعلن مجلس وزراء الإعلام العرب يختار الرباط عاصمة الإعلام العربي لسنة 2026، ليكرّس بذلك الدور الريادي للعاصمة المغربية في ترسيخ الخطاب الإعلامي المسؤول وتعزيز مكانة الإعلام العربي على الساحة الدولية. هذا التتويج يفتح الباب أمام سلسلة من الفعاليات والبرامج التي ستجعل من الرباط محطة عربية للاحتفاء بالإبداع الإعلامي وتسليط الضوء على القضايا المركزية، وفي مقدمتها قضية القدس الشريف.

قرار عربي يعكس مكانة الرباط الإقليمية والدولية

يأتي اختيار الرباط عاصمة للإعلام العربي في سياق الاعتراف العربي المتزايد بالدور الذي تضطلع به المملكة المغربية في دعم المشهد الإعلامي العربي وتطويره. فالقرار الصادر عن مجلس وزراء الإعلام العرب التابع لجامعة الدول العربية يشكل تتويجًا لجملة من المجهودات التي بذلتها المملكة في مجال الإعلام الرقمي والسمعي البصري، وتثمينًا لإسهاماتها في نقل صورة عربية موحدة ومتوازنة.

كما يعكس هذا القرار الثقة في البنيات التحتية الإعلامية المغربية، والقدرة التنظيمية للعاصمة على احتضان فعاليات إعلامية دولية كبرى، مما يعزز حضور الرباط في خريطة العواصم المؤثرة في صناعة الرأي العام.

برنامج متكامل للاحتفال بعاصمة الإعلام العربي 2026

دعا مجلس وزراء الإعلام العرب المغرب إلى إعداد برنامج شامل ومتكامل للاحتفال بتتويج الرباط عاصمة للإعلام العربي لسنة 2026. وسيشمل هذا البرنامج تنظيم مؤتمرات، ندوات، منتديات، معارض، وورشات تكوينية تهدف إلى تطوير قدرات الإعلاميين، ومناقشة التحديات الحديثة التي تواجه الإعلام العربي في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.

وتتطلع الأوساط الإعلامية إلى رؤية برنامج غني يعكس هوية الرباط الثقافية والحضارية، ويُبرز في الآن نفسه تطور الإعلام المغربي وتجذره في قيم المهنية والاستقلالية والانفتاح.

القدس الشريف في قلب الفعاليات

من أبرز النقاط التي شدد عليها مجلس وزراء الإعلام العرب، تضمين برنامج الرباط باعتبارها عاصمة للإعلام العربي لعام 2026 فعاليات وأنشطة خاصة بالقدس الشريف. ويأتي هذا التوجيه انطلاقًا من مكانة القدس في الوجدان العربي والإسلامي، ومن الالتزام الراسخ بالدفاع عن القضية الفلسطينية على مختلف المستويات.

وقد دعا المجلس وسائل الإعلام العربية إلى إعطاء اهتمام خاص للقدس المحتلة، والعمل على تنفيذ قرار التعامل مع هذه المدينة المقدسة كـ "عاصمة أبدية للإعلام العربي"، في إشارة واضحة إلى ضرورة تعزيز حضور الرواية الفلسطينية في الخطاب الإعلامي العربي، ومواجهة التزييف الإعلامي الذي يستهدف هذه القضية المركزية.

دور الإعلام العربي في دعم القضايا المصيرية

يشكل اختيار الرباط مناسبة لاستحضار أهمية الإعلام العربي في دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. فالإعلام يشكل اليوم ساحة أساسية للصراع بين الروايات، ودوره يصبح حاسمًا في تشكيل الوعي، وكشف الحقائق، وتوحيد الصف العربي في مواجهة تحديات سياسية وثقافية واقتصادية.

وسيساهم الاحتفال بعاصمة الإعلام العربي في تعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية العربية، وتبادل التجارب والخبرات، وبناء استراتيجية إعلامية مشتركة تتماشى مع التحولات العالمية.

الرباط… مدينة الثقافة والإعلام

إضافة إلى كونها عاصمة سياسية وإدارية للمملكة، تعد الرباط مدينة ثقافية بامتياز، تحتضن مهرجانات دولية، متاحف، مراكز ثقافية، مؤسسات إعلامية كبرى، ومشاريع رقمية حديثة جعلتها واحدة من أهم المدن المتقدمة في شمال إفريقيا على مستوى البنية التحتية الثقافية والإعلامية.

ويعزز هذا التتويج مكانة الرباط كوجهة عربية ودولية للإعلاميين والباحثين في مجالات الاتصال، خاصة مع توفرها على معاهد تكوين رائدة، وإذاعات وطنية، قنوات تلفزية، وهيئات تنظيمية تشرف على تطوير القطاع الإعلامي.

انعكاسات التتويج على المشهد الإعلامي المغربي

من المتوقع أن ينعكس هذا الاختيار إيجابًا على المشهد الإعلامي الوطني، من خلال:

– فتح فرص جديدة للتعاون الإعلامي مع الدول العربية
– تعزيز حضور الإعلام المغربي في المحافل العربية والدولية
– دعم المبادرات الشبابية في الصحافة والإعلام الرقمي
– تنظيم تظاهرات كبرى تساهم في تنشيط الحياة الثقافية والإعلامية بالعاصمة
– توفير فرص تكوين وتبادل خبرات بين المهنيين

وسيتيح هذا الحدث للمغرب إبراز تجاربه الرائدة في مجالات التحول الرقمي ومحاربة الأخبار الزائفة وتطوير الإعلام العمومي.

التزام عربي موحد نحو إعلام مسؤول

عبر مجلس وزراء الإعلام العرب من خلال هذا القرار عن رؤية موحدة لتعزيز الإعلام العربي وتوحيد الجهود من أجل تطوير محتواه وتوجيهه نحو خدمة قضايا الأمة. كما يشكل اختيار الرباط فرصة لتعزيز التنسيق بين المؤسسات الإعلامية العربية، وإطلاق مشاريع مشتركة ترتقي بالمشهد الإعلامي العربي إلى مستوى التحديات الإقليمية والدولية.

إن اختيار مجلس وزراء الإعلام العرب يختار الرباط عاصمة الإعلام العربي لسنة 2026 ليس مجرد تتويج لمدينة مغربية، بل هو تتويج لمسار إعلامي متطور، ورؤية وطنية تروم تعزيز مكانة الإعلام في التنمية وبناء الوعي. كما أنه دعوة مفتوحة لجميع الفاعلين الإعلاميين العرب للمساهمة في بناء خطاب موحد يخدم القضايا المصيرية ويواجه التحديات الجديدة بوعي ومسؤولية.

وبهذا القرار، تستعد الرباط لتكون فضاءً عربيًا جامعًا للنقاشات الفكرية والمهنية، وعاصمة تحتفي بالإبداع الإعلامي، وتعيد للقضايا العربية وعلى رأسها القدس الشريف موقعها المستحق في المشهد الإعلامي الدولي.


[أخبار جمعوية][horizontal][recent][5]